"نحوُ الدعاة" كتاب لطيف، لكاتب مبدع في التأليف، هو الأستاذ محمد بن موسى الشريف.

وهو رسالة صغيرة، نشرتها دار الأندلس الخضراء بجدة، ودار ابن حزم ببيروت، منذ عام 1432 هـ، ويقع في (94) ص.

ويذكر المؤلف أنه ألفه على طريقة القواعد النحوية، وربط بين عمل الدعاة وصفاتهم وبين هذه القواعد، على هيئة تساعدهم في تذكر ما ينبغي أن يكونوا عليه ويقوموا به.

قال: وكما أن علم النحو يقوِّم الألسنة، فهذه الطريقة أرجو أن تقوِّم السلوك والعقول والأفئدة.

وقال: ألَّفتها على طريقة موجزة تناسب طرائق أهل العصر في الشغف بالقراءة الخفيفة السريعة وقلة الإقبال على المطوَّلات.

وقال أيضًا: ربطتها بقواعد النحو كي تكون لافتة للأنظار في مبناها، فيتساءل الدعاة عن فحواها، ويقبلون على معناها، ويتدبرون في مغزاها.

وجعله في (27) مبحثًا.

مثاله: المبحث الخامس عشر: التصغير:

التصغير في النحو: هو تغيير يطرأ على بِنية الاسم وهيئته فيجعله على أوزان معينة، وله أغراض عديدة.

التصغير في "نحو الدعاة":

  • هو تصغير الظالم والطاغية وتحقيرهما وعدم الركون إليهما، قال تعالى: {وَلَا تَرْكَنُوا إِلَى الَّذِينَ ظَلَمُوا فَتَمَسَّكُمُ النَّارُ} [سورة هود: 113].
  • وهو تصغير المشكلات والحوادث والنوازل لئلا تؤدي إلى اليأس والقنوط، ومعرفة أن كل ذلك مقدور كائن فيوضع في موضعه، ولا يضخَّم ولا يعظَّم.
  • وهو تصغير العمل الصالح، وعدم ذكره، والتعريج عليه إلا لمصلحة شرعية معتبرة.
  • وهو تصغير الدنيا، وعدم الالتفات إليها إلا بقدر، وعمدة الداعية في ذلك قوله تعالى وجلَّ وعزّ: {وَابْتَغِ فِيمَا آَتَاكَ اللَّهُ الدَّارَ الْآَخِرَةَ وَلَا تَنْسَ نَصِيبَكَ مِنَ الدُّنْيَا} [سورة القصص: 77].
  • وقوله تعالى وجلَّ وعزّ: {وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} [سورة الحديد: 20].